الاكتئاب

مشكلة القلق

القلق هو التفكير المبالغ فيه المزعج المؤرق للشخص والذي لا يستطيع توقيفه أو طرده. وهذا العرَض موجود عند كل البشر (سواء كان لفترة قصيرة أو طويلة) من فترات حياتهم . لكنه يعتبر اضطرابا عندما يزيد عن هذا الحد عندما يكون مع الشخص طوال الوقت ويعيقه عن ما يريد فعله أو التفكير فيه.

يشكل القلق عنصرا هاما في الكثير من المشكلات النفسية، ولذلك فإن هناك ما يسمى باضطرابات القلق. نذكر أهمها:
– اضطراب القلق العام
– الوسواس القهري
– اضطراب ما بعد الصدمة
– الفوبيا (الخوف من أشياء محددة)
– حالات الهلع
– الرهاب الاجتماعي
======
ما هي أعراض القلق؟
أعراض القلق تختلف من شخص لآخر حسب درجة القلق وهي ترجع إلى الاضطراب الأول الذي ذكرناه والذي يخصنا حديثنا هنا وهو اضطراب القلق العام، نذكر أهمها:
– عدم استطاعة على السيطرة على التفكير .
– الشعور بمخاوف من احتمالات وعواقب سلبية للأمور.
– فقد السيطرة على الأعصاب والانفعال (النرفزة).
– الاندفاعية وعدم القدرة على أخذ القرار بهدوء.
– فقد القدرة على التركيز والحفظ (والقلق هو أهم سبب لهذا العرض على الإطلاق).
– زيادة معدل ضربات القلب.
– زيادة سرعة التنفس (النفس).
– الشعور بآلام في عضلات الجسم المختلفة (إحساس العضلات المشدودة خاصة في الظهر والفخذين).
– الشعور بصعوبة الهضم ( القولون العصبي أشهر مثال لأعراض القلق الجسدية).
– الأرق صعوبة الدخول في النوم.
– ضعف إنتاجية الشخص.
=====
هل القلق يتوارث من الأبوين؟
الأبحاث العلمية تؤكد على أن الأمراض النفسية بشكل عام تزيد احتمالية إصابة الأبناء بالمرض في حالة إصابة أحد الأبوين بهذا المرض. لكن الذي أريد أن أؤكده أن طبيعة القلق تنتقل أكثر من خلال البيئة التي يتربى الشخص فيها. بمعنى أن لو افترضنا أن شخصا أبويه الاثنين عندهما قلق وتربى في بيئة هادئة بعيدا عن أبويه فإنه قد يكون شخصا هادئا عكس أبويه. ولذلك يظهر في بعض المجتمعات (كالمجتمع المصري والجزائري على سبيل المثال) زيادة نسبة القلق عند الكثير من المجتمع فينتشر أكثر وأكثر عبر الأجيال.
=====
ذكرت قبل ذلك أن الأمراض النفسية لها أسباب عضوية مرتبطة بخلل في بعض المواد الكيميائية في بعض مراكز المخ. فهل القلق من هذه الأمراض؟
نعم.
=====
متى يكون القلق طبيعيا ومتى يكون مرضيا؟
عندما يزيد القلق عن حده ويؤثر على تفكير الإنسان وجسده – كما ذكرنا في الأعراض – وانتاجيته يكون مرضيا. ويكون طبيعيا عندما يستطيع الشخص السيطرة عليه أو عندما يكون مؤقتا بشيء ما (كالامتحانات) وبدرجة معتدلة لا تؤثر على انتاجية الشخص (كالحفظ والاسترجاع أيام الامتحانات).
=====
كيف أعلم إذا كان عندي قلق أم لا؟
يمكن إجراء اختبار يحدد درجة مبدئية لمستوى القلق عند الشخص، وذلك من خلال الرابط:
http://www.nafsany.cc/vb/showthread.php?t=110685

رابط اخر PDF
http://kenanaonline.com/…/r_anxiety_scale%D9%85%D9%82…

النتائج مشروحة في الملف>> القلق البسيط يمكن ان يعالج بالتعليمات، المتوسط والشديد سيحتاج الشخص إلى متخصص ليساعده
=====
ما هو علاج القلق؟
أولا: قبل أن أبدأ في ذكر العلاج أضرب مثالا بسيطا لشرح المشكلة والحل. في أثناء الطبخ لابد للقِدر (الحَلّة) على النار أن يخرج بخارا حتى ينفس عن الحرارة الموجودة بداخله. لو لم يخرج هذا البخار لانفجر القدر بما فيه من أكل. إذا فعلاج القلق مبني على تنفيس شحنة التوتر الداخلية عند الشخص.
وهناك أشياء كثيرة جدا يمكن للشخص فعلها للتنفيس عما بداخله قبل أن تزيد حدة التوتر. من هذه الأشياء على سبيل المثال وكل إنسان له ما يحب من وما ينفع معه:
– أخذ أقساط متفرقة للراحة أو وقتا خاصا بالنفس لا يشاركه فيه أحد, وليس مطلوب وقتا طويلا ممكن 5 دقائق فقط تكون كافية. أهم شيء أنه لا يفكر في أي أمر من الأمور التي تسبب له توترا في هذا الوقت.
– تغيير الجو عن المحيط الضاغط عليه: كالمشي يوميا ولو لوقت محدود.
– قراءة ما يحب لتشتيت التفكير عن الأشياء المزعجة
– سماع أو مشاهدة ما يحب كذلك.
– التحدث إلى صديق أو شخص قريب
– تمارين النفس وهي فعالة جدا ولا تحتاج لوقت. وهي أن الشخص كل ما عليه أن يغمض عينيه ويملأ صدره كله بالهواء ثم يخرجه ببطء شديد ويكرر ذلك 4 – 5 مرات لتجده قد هدأ.
– عمل شيء مختلف في مكان مختلف عن مكان القلق، مثل أن يذهب فيغسل وجهه أو يتوضأ عندما يكون قلقا.
– كل فترة وأخرى يحتاج للسفر ليوم أو بضعة أيام للتنفيس عن هموم النفس.
– العلم أن العصبية لن تحل شيئا بل ستزيد الطين بلة كما يقال.
– عدم افتراض الأمور السلبية لأن الغيب لا نعلمه.
– الإيمان اليقيني الكامل “أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك”، وهذا أنفع علاجات للقلق.
== فائدة: هناك بعض البرامج التي يمكن تنزيلها على التليفون المحمول فتعمل على تهدئة الشخص من خلال أشياء يسمعها بشكل يومي وعلى سبيل المثال برنامج Calm وغيره.

ثانيا: نفرق بين أنواع القلق لذكر تفاصيل علاج كل نوع:
1-القلق المؤقت المرتبط بفترة ما مثل قلق الامتحانات، وينتفي عند نهاية الامتحانات. وهذا القلق علاجه يكون عن
أ) تعليمات يمكن للشخص أن يفعلها فتهدئ من توتره مثل ما ذكرناه سابقا.
ب) أدوية تهدئ من هذه العصبية عند عدم نجاح الشخص في تطبيق التعليمات. وهذه الأدوية عادة ما تكون أدوية مهدئة (جدول) تصرف بصفة مؤقتة عند اللزوم للشخص حتى ينتهي من ما يقلقه. الأدوية لا تسبب تعودا طالما أخذت من خلال طبيب مختص. مشكلة هذه الأدوية أنها قد تزيد ساعات النوم، وقد يكون هذا العرض الجانبي مطلوبا خاصة في حالات القلق العالية.
2- القلق المرتبط بموقف ما مثل الرهاب الاجتماعي أو الفوبيا من أشياء محددة وعلاجه كليهما يكون بالتعويد ومحاولة التكيف الجديد على ما هو مقلق للشخص. مثل الشخص الذي يخاف من الكلب ويريد أن يعالج المشكلة فيمكث فترة (أياما) يشاهد الكلب من بعيد ثم فترة أخرى يبدأ في أن يقترب منه بمساعدة شخص غير خائف ثم يلمس ظهره في مرحلة ثالثا ويكررها إلى أن يتشجع فيبدأ في التعامل العادي مع الكلب.
— في حالة الرهاب الاجتماعي التي تكون بدرجة عالية يحتاج الشخص لعلاج دوائي بشكل يومي وهو علاج معالج وليس مهدئ ليعالج كم القلق عند الشخص.
3- القلق المستمر (أو القلق العام) وفي هذه الحالة سيحتاج الشخص أيضا لعلاج دوائي مع التعليمات أو التمرينات المطلوبة منه. وهو أيضا ليس علاجا مهدئا ولا يسبب التعود انما يعالج زحمة الأفكار التي في دماغ الشخص كما شرحنا في الأسباب العضوية للمرض.

#القلق
#علاج_القلق
#محمد_الشامي

Tags: No tags

Comments are closed.