strong

لاكتساب شخصية قوية اتبع الخطوات التالية

1 ـ لا تقلل من انجازاتك ولا من شأنك، ولا تسمح لأحد بذلك فلا أحد يعرف نفسك أو يعرف قدراتك أكثر منك.

2- انظر إلى ايجابياتك دائما، وحاولي أن تزيدها في عينيك، وافتخر بها أمام الناس.

3 ـ ابتعد عن الاعتذار المتكرر ، لا تعتذر إلا عندما تخطئ.

4 ـ خذ أكثر القرارات بنفسك، فلا أحد غيرك يمكنه التفكير عنك .

5 ـ قدر قيمة الوقت واستغل كل دقيقة من حياتك لتطوير ذاتك.

6 ـ توقع الأذى من غيرك، فهناك من الناس من لا يريحك ولا ينصفك.

7- حاول تجاوز الأمور السخيفة، فلا يتتبع التوافه إلا التافه.

8 ـ حاول دائما زيادة ثقافتك ومعلوماتك، ولا تكن ضحيةً لأفكار خاطئة شائعة.

9 ـ انظر للحياة بعين الحقيقة وليس بعين الأحلام الوردية.

10- ربما يكون التقليد في أول التغير مفيدا، ولكن كن كذلك مُمَيَّزاً وليس مُقلِّداً، فكل شخص له نظرة مختلفة للأشياء.

11 ـ لا تنتظر أن يذهب الناس إليك للمساعدة من أنفسهم، ساعد نفسك أولا ثم اطلب المساعدة ان احتجت ممن يستطيع مساعدتك فعلا.

12 ـ تذكر بأن القوة ليست هي الصوت العالي والقوة الجسدية ، بل هي بقوة الشخصية وثباتها.

13ـ لست ملزما بأخذ كل ما يمليه عليك الآخر، خذ ما ينفعك وما يساعدك على فعل الخير لنفسك و لغيرك.

ابننا مش حارمينه من حاجة_

ابننا مش حارمينه من حاجة

منذ يومين كان هناك شاب عشريني وهو ابن رجل أعمال ثري يقود سيارة فارهة (تتخطى ال 3 ملايين جنيه) بسرعة عالية فصدم سيارة أخرى فيها 4 شباب فماتوا الأربعة ونجا هو، وهناك شبهة قوية بأنه كان في حالة سُكر أثناء القيادة.

منذ حوالي 3 شهور كان هناك فتى وهو ابن رجل أعمال أيضا يقود سيارته الفارهة محاولا الوصول للسرعة القصوى للسيارة فانقلبت السيارة وتوفى في الحال.

ليست الفكرة في منح الأبناء أشياء ثمينة جدا مقتصرا على الأثرياء فقط، لكنه أيضا موجود في كل طبقات المجتمع. فعلى مستوى مادي أقل تجد أحد الأبوين يقول: “احنا بنجيب له كل اللي هو عاوزه، ده معاه أغلى وأحدث موبايل”، “طلب عربية وجبناها له بالقسط”، وفي على مستوى آخر: “طلب موتوسيكل (مكنة) حوشنا وجبناها له”.

الإشكال هنا يقع في أكثر من نقطة:

1- “إحنا عاوزين نجيب له أحسن حاجة علشان مايحسش انه أقل من الناس التانيين”، وهنا أكثر من مشكلة أولها المقارنة عند الأهل بين ابنهم والآخرين، وكذلك انقيادهم للمقارنة التي تحدث عنده من أنه يريد أن يكون مثل الآخرين، وهذا ممكن أحيانا لكن في أغلب حياتنا غير ممكن لأن ما عند الآخرين لا شك أنه أكثر بكثير مما لدينا. والمشكلة الأكبر هو عدم تعليم الأبناء القناعة بما لديهم وأن الأرزاق مختلفة ومتنوعة، والأهم هو تعلم الرضا بما لدينا دون التطلع إلى ما عند الآخرين.

أذكر مرة جاءتني أم بابنتها في الابتدائي تشتكي من بعض السلوكيات لديها وفي كلامها ذكرت أن البنت تذهب إلى المدرسة بالهاتف محمول، فسألتها: ” وهي ليه تاخد الموبايل وهي رايحة المدرسة” فأجابت: “يعني هي تروح المدرسة تلاقي البنات معاها محمول وهي لا؟!”.

2- “احنا بنجيب له كل اللي بيطلبه علشان مايبقاش نفسه في حاجة”، والسؤال: إذاً متى يتعلم الأبناء الصبر على ما يطلبونه ولا يمكن الحصول عليه؟، ولذلك لا نستغرب العصبية الموجودة في أثناء طلبات الأبناء وعدم صبرهم، بل يصل الأمر أحيانا للهجوم السيء على الأبوين “انتم شغلتكم تجيبوا لي”.

3- “احنا بنجيب له أغلى حاجة”، ولماذا لا يقال للابن سنحضر لك ما هو نافع لك ومفيد ومناسب بمادياتنا دون أن نُحرج من مستوانا المادي. التربية على الرضا بما لدينا هام جدا “ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض”.

4- هناك 3 أنواع لمَنح الأبناء ما يحتاجونه أو يطلبونه:

الأول ما يحتاجون إليه إلزاميا لحياتهم مثل الأكل والشرب واللبس والتعليم …الخ، ولا يصح المنّ به على الأولاد أبدا، فلا يصح أن يقال: “ده أنا بأكلكم وأشربكم….” فهذا دور الأبوين الأساسي وهو يعلمون ذلك من قبل الزواج والذرية.

الثاني: ما يمنحه الآباء حبا في أولادهم دون مقابل مطلوب من الابن كالهدايا بأنواعها، وعادة لا تكون باهظة الثمن لكنها معبرة عن الحب وداعمة للرابطة الأبوية.

الثالث: ما يطلبه الأبناء ويوافق على إحضاره الآباء، والنصيحة أن يتم:

أ) التحدث مع الابن في قدرة الأبوين الشرائية على منح الابن ذلك، ويمكن التنزل في الطلب إذا كان سيمثل عبئا ماديا على الأسرة.

ومن حق الأبوين الاعتراض على الطلب إذا ظنوا أن هذا الطلب سيتسبب في مشكلة أكبر للابن مثل السيارات السريعة للشباب المتهور أو البلاي ستيشن لمن يعاني من إدمان للألعاب الالكترونية مثلا، ويمكن اقتراح بدائل لذلك.

ب) ربط الطلب بعمل مفيد مثل المحافظة على الصلاة والسلوك الحسن والدراسة …… ففي حالة إنجاز المهمة يمكن الحصول على ما تم الاتفاق عليه من الأول، ولا يتم الحصول عليه إلا بعد الإنجاز.

من أكبر الأخطاء هنا الرضوخ لكلمة الابن: “هاتوا لي الأول وأنا أعمل بعد كده”.

ملحوظة: تذكير الابن / البنت أن الأبوين يتعبون في تلبية طلباتهم ليس هذا من “الذل أو الإذلال” طالما كان بطريقة صحيحة، وإنما هو تذكير بأن الأبوين ينتظرون الشكر “الحقيقي” على تعبهم مع تحسين التطلع من الأبوين لأن تكون المنحة مغيرة حياة الابن للأفضل وليس العكس. وهو أيضا محاولة لإشعار الابن بقيمة ما لديه إذا كان لا يستخدمه استخداما خاطئا مثل ما في الأمثلة الأولى،

ومن الدارج في لساننا عندما نرى شابا يقود سيارته بشكل متهور أن نقول: “تلاقي أمه اللي جايباها له”، وهي معبرة عن ما ذكرته.

نشاه الطب عند العرب

نشأة الطب النفسي هو من عند العرب

يظن الكثير من الناس أن الطب النفسي هو علم غربي المنشأ، لكن الحقيقة عكس ذلك! فالأمراض النفسية والطب النفسي كان معروفا منذ زمن طويل في الحضارة الإسلامية. والحديث هنا عن الأمراض النفسية طبعا عن أمراض الاكتئاب والفصام والقلق وغيرها وليس مشاكل ضعف الإيمان والبعد عن الله عز وجل.

يقول د. آلن فرانسيس أحد أشهر الأطباء النفسيين الأمريكيين المعاصرين، وقام بدور كبير في وضع دستور الأمراض النفسية DSM IV:

“نشأ الطب النفسي الحديث عند العرب أولا، في العقود التي تلت وفاة النبي مباشرة. بينما اتكأت أوروبا في القرون الوسطى، للأسف، على الخرافات والمعاملة القاسية تجاه المرضى النفسيين، بينما اتخذت الشريعة الإسلامية موقفا أرحم وأكثر واقعية تجاه المرضى. أنشئ أول مستشفى نفسي في بغداد عام 705. وسرعان ما افتتحت العديد من المصحات في أنحاء الإمبراطورية العربية، استغرق الأمر ألف سنة ليتمكن العالم الغربي من اللحاق بأفضل ممارسات الطب النفسي العربي الحديث. حينما أنظر إلى عيوب الرعاية التي تقدم في الولايات المتحدة، فإنني أفضل أن أكون مريضا عقليا ي بغداد عام 705، بدلا من نيويورك الآن.”

“كان تطور الطب النفسي وتقدمه مذهلا وسابقا لكل الخطوات التي حدثت في الألفية التالية عندما أنشئت أخيرا المصحات النفسية المنفصلة في أوروبا. كان المستشفى النفسي مهدا رائعا للاكتشاف العلمي، فقد أتيح للمتخصصين النفسيين إمكانية للتواصل بألفة مع مجموعة واسعة من مرضاهم، ومقارنة مساراتهم المختلفة على مر الزمان. قاموا بعمل مراقبة سريرية دقيقة، رتبوا الأعراض إلى متلازمات، وقاموا بتطوير نهج علاجي فعال. حقق الطب النفسي العربي تعليما منفصلا وعمليا لم يعلم عنه سابقا في العالم، ولم يتحقق مرة أخرى قبل عام 1900 للميلاد. انتهج الطب النفسي العربي المعاملة الأخلاقية المحترمة التي لم تصل لأوروبا إلا بعد آلاف السنوات. بينما يجلد يعذب ويحرق المريض في الغرب، تصلهم المشورة الحكيمة، وعلاج نفسي معرفي، وتفسير للأحلام، وأدوية وموسيقى، وعلاج عملي في الشرق. كان ينظر إلى الصحة النفسية والجسدية على أنهما مرتبطتان ارتباطا وثيقا، وكل واحدة تؤثر على الأخرى. يذكر أنه كان للعرب أيضا معرفة متطورة بعلم النفس المعرفي، الإدراك، العلاج النفسي، وعلم الأعصاب”.

من كتاب “إنقاذا للسواء” صفحة 15 و 73.

تزاوج الإنس بالجن_

تزاوج الإنس بالجن

من الاعتقادات الغريبة والتي تنتشر في أوساط كثيرة أن الجن يمارسون علاقة جنسية مع الإنسان، ويتغذى الدجالون على نشر هذا الوهم والذي يتحول لاحقا لفكرة راسخة عند الشخص قد تصل إلى درجة الضلالة الفكرية (الفكرة المريضة الثابتة الخاطئة) والتي تحتاج لعلاج نفسي.

أولا: لا يوجد دليل صحيح في الدين أن هناك تزاوج بين الجن والإنس، وإن قال بذلك بعض العلماء الفضلاء إلا أنهم لم يأتوا بدليل صحيح من الدين، وإنما الظاهر أنهم اعتمدوا على المعتقدات الشعبية الشائعة وقتها. وليس هناك سبيل للوصول لمعلومات عن الجن إلا عن طريق الوحي.

ثانيا: هناك أحوال كثيرة يشعر فيها الإنسان بزيادة في الشهوة الجنسية خاصة في فترة المراهقة والعزوبية. فليس من الغريب أن تتحرك الشهوة ليلا أو نهارا بدافع الغريزة الفطرية، بعيد تماما عن أي تدخلات خارجية “جنية”.

ثالثا: أنتجت هذه الاعتقادات الخاطئة أخطاء فكرية وسلوكية عند الشخص، وقد شاهدت بنفسي حالات كثيرة حصل لها ضرر شديد من طرق إخراج الجن، والتي تضمنت الضرب والتعذيب بطرق المختلفة، ووصل الأمر للاعتداء الجنسي كما حدث مع خبر الذي اشتهر بدجال فيصل الذي كان يعتدي جنسيا على النساء. استلزم علاج هذه الحالات وقتا وزمنا من آثار الصدمة من فعل الدجالين، فضلا عن المشكلة الأصلية التي عانى منها الشخص قبل الذهاب للدجالين.

رابعا: أكثر من 80% ممن يأتون إلى العيادة النفسية قد ذهبوا قبل ذلك “للمعالج الديني”، وهذا رقم يعكس مشكلة في ثقافة العامة والتي تحمّل كل مشاكلها على الجن والمس والحسد، بدلا من تصور أن أغلب المشاكل يرجع لأبعاد نفسية.

سيكولوجية رفض المعلومة_

سيكولوجية رفض المعلومة

في زمن يشكو فيه الكثير من الناس صعوبة الحوار مع الآخر (والدين – أبناء – زوج – زوجة – زملاء عمل….)، فبالبحث في هذه الشكاوى تجد أن أسبابها كثيرة جدا، من أهمها دافع الداخلي للدفاع عن النفس (وهو موضوع كبيرلا مجال لتناوله الآن)، وثانيها رفض المعلومة الصادرة من الآخر بدافع عدم التنازل عن الرأي أو عدم تقبل الفكرة نفسها لغرابتها مثلا أو لكونها تواجه معتقدا راسخا عند المتلقي يصعب التنازل عنه، أو غيره من الأسباب.

أقول ذلك بعد قراءة ودراسة الردود التي أتت على المقال السابق الخاص بموضوع سرقة وتجارة الأعضاء البشرية، ويمكن الاستفادة من هذه الردود في فهم سيكولوجية رفض المعلومة المقدمة.

(مبدئيا وقبل أن أخوض في الموضوع، فليس عندي أدنى خجل أو حرج في القول إني أخطأت في رأي معين طالما ظهر لي خطأه من متخصص في موضوع ما. ولست ممن يجادل لإثبات صحة كلامه، من وافق على الكلام يتقبله ومن يعترض عليه فله الحرية في ذلك).

السؤال أولا: هل هناك من اعترض على المقال من المتخصصين؟ يعني أطباء أو في مجال زراعة الأعضاء أو حتى شخص وقع بنفسه ضحية لمسألة الخطف و”سرقة” أعضائه؟

الإجابة: لا لم يحدث، بل على العكس، قرأت تعليقان من طبيبة كلى وطبيبة تخدير مؤيدتان للمقال. إذن فالرفض هنا من أشخاص خارج مجال علم الطب، وهذا كفيل ألا أدخل في نقاش علمي يخص نقل الأعضاء، وأركز كلامي على سيكولوجية رفض المعلومة، ونأخذ التعليقات في المقال السابق كعينة عشوائية Random sample للشرح.

طرق الرفض تكون من خلال:
١- اتهام المتحدث في عقله ووعيه وإدراكه، من مثل كلمات: “انت عايش معانا في مصر؟، انت مصدق نفسك؟، انت بتشتغل نفسك، كلام مايدخلش عقل عيل صغير، انت طيب قوي…….

أسهل طريقة لمصادرة المعلومة اتهام من يختلف مع ما تعتقده في عقله، تهمة سهلة لا تكلفك شيئا، ولا حتى عناء التفكير في إمكانية أن تكون الفكرة التي لديك خطأ.

٢- الدخول في النوايا: واخد كام علشان تقول الكلمتين دول……

٣- الاتهام بالجهل أو عدم العلم: انت أصلك مش عارف، روح المكان الفلاني حتلاقي هناك سرقة أعضاء !، ايه دليلك (مع ان البينة على المثبت وليس النافي) …..

٤- السخرية: طيب حنقول للمخطوف تعالى امضي هههه، الكلام الأهبل ده….

٥- الخروج بحلول متصورة (أو بالأصح متوهمة): ممكن العمليات ده تتعمل تحت بير السلم !! أو هم عندهم ثلاجات بيحفظوا فيها الأعضاء لغاية ما ييجي زبونها!!.

وهذا غير صحيح مطلقا، فعملية النقل لابد أن تكون خلال ساعة من نزعها من المتبرع. والرد الأسهل: لو تعرفوا أماكن الثلاجات ده قولوا لنا نقول للمرضى المحتاجين ومش لاقيين 🙂

يقال في المثل المصري: اللي مايعرفش يقول عدس، وفي الحكمة القديمة: لو سكت من لا يعلم لقل الخلاف.

لماذا لا يتم النقاش بمنطقية أو عن علم؟ كل الأخبار تأتي: سمعت عن كذا وواحد قال لي كذا وواحدة أعرفها قالت كذا….. يعني لا متخصص في العلم ولا حتى مشاهدة على الحقيقة بنفسك؟ كلها أقاويل وأخبار مرسلة، وأنتم تعلمون أن أي خبر يحدث يضاف عليه كمية لا بأس بها من التهويل والزيادات التي لا أصل لها، وما آفة الأخبار إلا رواتها.

====

بالمناسبة (وأنا أتحدث عن هنا سيكولوجية رفض المعلومة) ال 5 عناصر التي ذكرتها وردت في القرآن والسنة؛ من أمثلتها بالترتيب: “…ليزلقونك بأبصارهم لما سمعوا الذكر ويقولون إنه لمجنون”، “إن كنت تريد ملكا ملكناك”، “إنا لنراك في سفاهة وإنا لظنك من الكاذبين”، “… وكلما مر عليه ملأ من قومه سخروا منه”، “نعبد إلهك سنة وتعبد إلهنا سنة”.

ملحوظة أخرى: ليس سهلا أن تسبح ضد التيار، لكنه مطلوب في أحيان كثيرة. ومن يفعل ذلك عليه أ ن ينشغل بما يراه حقا لا بأن ينشغل مع ما يتماشى مع الأهواء أو “التريندنج”.

ملحوظة ثالثة مأخوذة من كون أن أغلب الذين علقوا بالرفض على المقال من الجنس الناعم: أحيانا يكون التخلص من الفكرة المقلقة أو المزعجة أصعب من الاستمرار في الحياة مع القلق! يعني كثيرا ما أسمع تعليق من أم عندها قلق زائد على الأبناء: هو أنا المفروض ماقلقش؟، الإجابة لا، اقلقي بالمعقول لما يكون في سبب حقيقي (مش وهمي) للقلق. ومعنى ذلك أن هناك من يعاني من القلق ولا يتصور الحياة بدونه!

ملحوظة رابعة: حتى يكون الحوار فعالا بين الطرفين ينبغي أن يكون :

١- منطقيا.

٢- بهدوء أعصاب.

٣- بدون اتهامات للآخر.

٤- عدم الخوف من تصور كل طرف أنه قد يكون مخطئا، ويفكر في خطئه أولا ثم أولا ثم أولا قبل أن يفكر في خطأ الآخر.

ابتزاز

عندما تقتل الكلمة .. الابتزاز الالكتروني

تصور أن يصل الابتزاز من مجرم لفتاة بصور مفبركة، طلبا لعمل علاقة جنسية لأن ينتهي الأمربها بأن تنتحر. حاول أن تستشعر كم إحساس القهر والظلم والحزن لدى تلك الفتاة.

أصبحت حيلة سخيفة مستخدمة مع كثيرين للابتزاز، يتم فبركة صور للضغط على المجني عليهم من أجل إشباع شهوات دنيئة، فإذا ملأ الخوف المجني عليها ورضخت للابتزاز يتم تصويرها وتهديدها بالفضح بصور حقيقية هذه المرة، وإذا استمر الخوف معها انجرفت إلى سكة الانحراف بشكل كامل.

إن الإحساس بالظلم لهو أحد أشد الأحاسيس مرارة، خاصة إذا كان هذا الظلم يتعلق بالسمعة والشرف، ومعلوم ما حدث مع أم المؤمنين عائشة في حادثة الإفك عندما ظلت تبكي شهرا كاملا وقالت “حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي”.

يمكن التعامل مع مشاكل الابتزاز من خلال:

1- إذا كانت الشابة (أو الشاب) قد تم فبركة فيديوا أو صور أو مقاطع صوت أو شات لها، فعليها أن تصارح أهلها فورا بذلك، وعلى الأهل أن يقفوا داعمين لها قدر المستطاع. وعلى الجميع جمع الأدلة المطلوبة لإثابة واقعة الفبركة لتقديمها للجهات المسؤولة.

2- إذا كانت الشابة (أو الشاب) قد وقعت حقيقة في فيديو/صور/صوت/شات غير لائق وبدأ الآخرون ابتزازها به، فعليها أيضا أن تخبر أهلها مباشرة، وألا تتأخر في الاعتراف بالخطأ التي وقعت فيه وأنها تريد أن تتوقف ولا يتطور الخطأ لمشكلة أكبر من ذلك. وعلى الأهل محاولة الدعم لابنتهم وأختهم، وتحنب اللوم الكثير على الماضي، بل بدلا منه الحث على التوبة والاستغفار والبعد عن أصدقاء وأبواب السوء.

3- على الناس ألا يتكلموا بالإشاعة ونقل الكلام بينهم بمجرد السماع، خاصة بما يتعلق بالأعراض “إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، ولولا إذ سمعمتوه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين”.

4- حتى لو لم تكن إشاعة وكان خبرا حقيقا بفعلٍ خطأ، فالواجب على الناس الستر على المخطئ طالما أنه لم يضر إلا نفسه، “ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة”. ولا يتم انتهاك هذا الستر إلا في حالات قليلة جدا مثل التحذير من شخص ينشر الفساد بين الناس.

5- على الجميع تعظيم قيمة الكلمة سواء بالخير أو بالشر، “إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ”. وألا يتكلموا في كل ما يقال ويشاع “إن الله كره لكم قيل وقال”.

6- على الأهالي متابعة الحالة النفسية عند أبنائهم وعدم الاستهانة بها، حذرا من أن يندموا في وقت لا ينفع فيه الندم. وفي وجود أي ملاحطة عن تدهور الحالة النفسية عند البنت (أو الابن) فلابد أن يذهبوا بها إلى الطبيب في أقرب وقت.

7- عند وجود أدلة على وجود عملية ابتزاز الكتروني فيمكن الذهاب مباشرة بتلك الأدلة إلى شرطة مباحث الانترنت وتقديم شكوى رسمية بذلك.

ملاحظة: كل ما كتبته لا يعطي تبريرا للانتحار، بل هو من أخطر الأمور وله نتائج سيئة جدا في الدنيا والآخرة.

كلام ابن القيم عن العقاقير النفسية_

كلام ابن القيم عن العقاقير النفسية

يظل موضوع الأدوية النفسية هي أكثر النقاط التي تمثل قلقا من العلاج النفسي بشكل عام، فعلى الرغم من أنها أفادت الملايين من البشر إلا أن أغلب الناس يخافون منها لأكثر من سبب، من أهمها الآثار الجانبية للعلاج وطول مدة العلاج وغيره. لكن من الأسباب التي نسمعها كثيرا أن الأمراض النفسية كلها نتاج الثقافة الغربية وأن كل هذه الأمراض ما هي إلا بسبب ضعف الإيمان والحل لها كلها هو زيادة الإيمان، وبالتالي فالأدوية النفسية ليس منها فائدة بل هي وُجدت لزيادة أرباح شركات الأدوية وزيادة معاناة الناس. ولا شك أن هذا الكلام خطأ كبير وناتج عن جهل ديني وطبي أيضا (مع قناعتنا الكاملة بأن الإيمان يؤثر كثيرا إيجابا في النفوس، وكذلك أن شركات الأدوية تهدف للربح مثل أي عمل تجاري).

الإمام ابن القيم أحد علماء الدين المعروفين وله كلام كثير جدا عن التأثير العالي للإيمان في النفوس، ومع ذلك يذكر فضل الله على الناس أن علمهم استخراج الأدوية لأمراض كثيرة ومنها للأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والأرق!

يقول رحمه الله: “ثم تامل أحوال هذه العقاقير والأدوية التي يخرجها الله من الأرض، وما خص به كل واحد منها وجعل عليه من العمل والنفع … هذا يسكن الهيجان والقلق ، وهذا يجلب النوم ويعيده إذا أعوزه الإنسان، وهذا يخفف البدن إذا وجد الثقل، وهذا يفرح القلب إذا تراكمت عليه الغموم…..

بأي عقل وتجربة كان يوقَف على ذلك ويُعرف ما خُلق له لولا إنعام الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؟!”

مفتاح دار السعادة 1/ 663 – 664.

فالحمد لله على نعمة الأدوية.

تبليغ الأطفال بالأخبار الصعبة_

تبليغ الأطفال بالأخبار الصعبة

س: يا دكتور: أنا عرفت خبر وحش ان ……… وخايفة أقول للولد الصغير علشان مازعلش أو يتضايق. أعمل ايه أبلغه ولا استنى شوية؟

ج: هناك أكثر من نقطة:

1- أولا فكرة الخوف على أن الابن (أو البنت) لا يحزن ولا يتضايق، هي منطقية وطبيعية في وجودها، فالنفوس لا تحب أن يمس حبيبها أي سوء أو مكروه سواء جسديا أو نفسيا، والأبناء لهم أكثر نصيب من هذا الحب وبالتالي الخوف عليهم أكثر. لكن فكرة أن الأبوين يمنعان عنه بشكل كامل (أو كبير) ما يحزنه على الرغم أنه واقع في حياته => ينشئ طفلا يعاني مع كل ما يضايقه حتى لو كان بسيطا، فيكون من صفاته:

ا) الهشاشة النفسية، فيكون مهزوزا في ضغوط بسيطة لأنه لم يتعود على مواجهتها في صغره.

ب) استثقال مواجهة الضغوط أو المسؤوليات في سن المراهقة والشباب، فهي بالنسبة له كبيرة جدا.

ج) ميله إلى الهروب من المواجهة مع الضغوط أو المسؤولية والحياة بشكل العام، فيكون انطوائيا.

د) تنتج ال3 عناصر السابقة عصبية زائدة من الابن تجاه الأبوين (خاصة الأم).

2- الخوف على الأبناء بدرجة بالغة هي صورة مما نسميه بالحماية الزائدة، وعادة ما يكون ناتجا عن قلق زائد عند أحد الأبوين، وتجعل الطفل يعيش كأنه في “قوقعة” مغلق عليه من جميع النواحي فهو غير مدرك أو متابع لما يحدث حوله من مشاكل / شرور، وإذا تعرض لذلك لا يُحسن التصرف، فتحدث أضرار إضافية عنده.

3- عادة ما تكون هذه المشكلة (عدم إخبار الابن بالأخبار السيئة) هي صورة أخرى لمشكلة: “أنا مش عاوزة أشوفه بيعيط” والتي تجعل الأبوين ينفذوا كل ما يريده الابن، ويضغط هو من خلال بكائه على الأهل، وهذا تصرف غير صحيح.

4- الخوف من هذه المشكلة يعكس كم التأثر السلبي عند الأبوين بالحدث الذي هزهم، وهم مسؤولون أن يتعلموا أن يتعاملوا مع الضغوط والتكيف عليها ومواجهتها. وإذا كان لديهم صعوبة في ذلك فمن الممكن أن يطلبوا مساعدة متخصص.

5- الأطفال عادة لديهم مرونة نفسية أكثر من الكبار، فوقع الصدمات عليهم أقل من الكبار بسبب أنهم لا يكونوا عادة مدركين لتبعات الصدمة (وفاة شخص، طلاق الأوبين، مرض شديد…..). وأنا رأيت مئات الأمثلة لذلك عندما كنت أعمل في مستشفى 57357. بالتالي فلو تكلمنا بشكل عملي فالخوف على الكبار ينبغي أن يكون أكثر من الأطفال في تلقي الأخبار الصعبة. لكن في كل الأحوال على الكل التكيف والتأقلم على ذلك.

الحل:

1- تعليم الطفل أن الحياة فيها خير وشر، ومرح وحزن، وفرح وكآبة، وهو عليه أن يتعلم كيف يتعامل مع هذه الأحداث المختلفة.

2- من حق الطفل التعبير عن الحزن / الغضب أو أي رد فعل، وعلى الأهل استيعاب مشاعره وأحاسيسه وعدم إنكارها أو إهمالها.

3- يتم إبلاغ الطفل بالأخبار الصعبة من خلال معلومة سهلة مناسبة لسنه، صادقة وليست خادعة، في ساعة الصدمة أو في أقرب وقت. ولا يستحب أبدا التأخير إلا في حالة إذا الكبار نفسهم لم يتعاملوا مع الصدمة بشكل صحيح، أو أن هناك ظرفا طارئا مؤقتا مانعا للإبلاغ (رايحين المستشفى دلوقت، بنجهز الجنازة…..).

4- على الأهل استيعاب مبدأ أنهم على الرغم من محاولتهم من تسهييل الحياة على الابن، فالشدة في الحياة هي التي تقوي الشخصية وتعلم المواجهة للمسؤوليات والضغوط.

5- إذا كان الطفل لا يستطيع التأقلم أو التكيف على الصدمة، والأهل لم يستطيعوا التعامل معها، فينبغي طلب مساعدة متخصص في أقرب وقت.

سيكولوجيه حبس الانفاس

سيكولوجية حبس الأنفاس

في اليومين الماضيين حدث موقفين تفاعل معه الكثيرون بتوتر بالغ، حبس كثير من الناس أنفاسهم، انتهى أحد الموقفين بحزن والآخر بفرح.

الأول كان وفاة الطفل ريان بعد 5 أيام أثناء محاولة إخراجه من البئر، وانتظر الناس راجين خروجه حيا سليما، لكن لم تسير الأمور كما تمنى الجميع.

الثاني فوز المنتخب المصري لكرة القدم بركات الترجيح بعد وقت لعب طويل وأمل في الفوز، لتسكت الأصوات وتُكتم الأنفاس حتى الركلة الأخيرة، لينفجر المتفرجون بعدها فرحا.

عندما تنتظر خبرا يحتمل احتمالين أحدهما خير وشر، يزيد القلق لديك وتتسارع نبضات قلبك وتنفسك حتى تكاد أنك لا تستطيع أن تفكر في أي شيء غير الخبر الذي تنتظره، إلى أن يأتي الخبر سواء خيرا أو شرا فينتهي التوتر ويبدأ التفاعل بسعادة أو بحزن.

هذا نموذج مختصر لمن يعاني القلق، إنه يعيش باستمرار يعيش على ترقب لخبر سيء، وهو خبر يتصوره ويتخيله عنده فقط ليس هناك دليل على حدوثه، لكنه لا يستطيع وقف هذا التفكير، بل يصل الأمر لتصور أن وقف هذا التفكير ليس منطقيا “هو أنا مش أم ومن حقي أقلق على ولادي؟”. فهي تحبس أنفاسها كل لحظة في انتظار الخبر السيء الذي تتصوره.

والمثل العامي يقول “وقوع البلا ولا انتظاره”، حيث أن الحزن إذا أتى هو أرحم من كم التوتر الذي يحدث وقت الانتظار للخبر.

من الطبيعي أن يقلق الإنسان في انتظار شيء قريب هناك دليل على حدوثه، لكن ليس من طبيعي انتظار شيء متوهم، ولذلك فإن من أعم العلاجات الذهنية للقلق التي نعلمها مرضى القلق قاعدة: “أنا هنا والآن”. يعني أن يفكر في اللحظة الحالية فقط ولا يفكر في المستقبل أو يحمل همه.

السؤال المتكرر: “يعني ازاي مافكرش في المستقبل؟”

الإجابة: نفكر في المستقبل كتخطيط له، لكن لا نحمل همه. فالطالب يفكر أنه يحتاج لأن يحصل على نتيجة ممتازة في الاختبارات => فيذاكر اليوم ليكون جاهزا للامتحان، ولا يظل يحمل هم الامتحانات من الآن لأنه لن يستطيع الدراسة مع هذا الهم.

رحم الله الطفل وألهم أبويه الصبر والعوض، ورزق متابعي الحدث الصبر وتخطي أزمة الفقد.

ومبروك لمتابعي الكرة، على أمل أن نفرح ليس في مناسبات رياضية فقط بل في مناسبات أكثررياضية وعلمية ودينية واجتماعية.

ماذا تنتظر من الدراما

ماذا ننتظر من الدراما؟

انشغل الناس الأسبوع الماضي بموضوع مسلسل ظهرت فيه ألفاظ بذيئة ومشهد لممثلة تخلع ملابسها الداخلية وعلاقات رجال ونساء وغيره، الأغلب استنكروا ما حدث، والبعض دافعوا عنه.

كثير من الذين أنكروا ذلك استغربوا مدى قبح المشاهد والكلمات. وأنا أسأل لماذا يستغربون؟

أصل الإشكال يكمن في أن الناس لا يريدون اتخاذ موقف واضح وصريح من الإنتاج الدرامي العربي، وأنه لا يأتي بخير أو يفيد بشيء، بل بالعكس يضر، على الرغم من أنه من المفترض أن يفيد. هذه الحقيقة نفعل لها إنكارا داخليا في ذهننا على اعتبار أن كل مرة ننتظر الجديد من الدراما كفائدة ثقافية أو أخلاقية أو اجتماعية أو في أضعف الأمور دينية، وأن هناك سعي “للفن النظيف”، لكن الفائدة لا تأتي أبدا، فيكون إرضاء النفس بأنها فائدة ترفيهية فقط.

هل وجدتم شخصا تغيرت حياته من زاوية ثقافية أو أخلاقية أو دينية أو اجتماعية أو أي زاوية بسبب أنه يشاهد أفلاما درامية كثيرة؟ الإجابة الواضحة: لا، بل على العكس كانت هناك خلخلة اجتماعية ودينية وأخلاقية كضريبة لتلك المشاهدة.

هل ننتظر تأثيرا إيجابيا من زاوية دينية؟

سأنقل لكم كلاما لشخص مستقل فكريا، غير محسوب على أي تيار فكري أو سياسي أو ديني، وهو أ. عمر طاهر، يقول في كتابه الساخر “ابن عبد الحميد الترزي” صـ 83:

“لم تجعلني الأفلام الدينية التي شاهدتها في طفولتي أتعاطف مع الإسلام، كنت معجبا بالكفار وأراهم يعيشون حياة ممتلئة باللهو والنساء والجواري (المكلبظة) اللاتي يرقصن بملابس شفافة… في المقابل كانت أحوال المسلمين في هذه الأفلام بائسة للغاية، ضُربوا وعُذبوا، حُرموا من الماء والطعام، طُردوا من بيتهم فسكنوا العراء، وصودر كل ما يمتلكونه فأصبحوا فقراء، وصدرت الأوامر بإعدامهم دون محاكمة”.

هل ننتظر تأثيرا ايجابيا من زاوية اجتماعية؟ يقول عمر طاهرصـ 64:

“تتميز هذه الفترة (الثمانينات) بسيطرة المرأة على الشاشة شكلا ومضمونا، كانت السيطرة مزدوجة طرفاها نادية الجندي ونبيلة عبيد حيث تم تقسيم الأمور بينهما بالعدل …….وفي كل الأحوال دانت للاثنتين سيطرة مطلقة على الرجال المشاركين في أفلامهما سواء بالإغواء أو بالانتقام العنيف، وكانت النتيجة المنطقية لاستبدادهما أن خرج هذا الجبروت من الشاشة إلى المجتمع فطهر في نهاية الثمانينات مسلسل قتل الزوجات للأزواج.”

هل ننتظر تأثيرا ايجابيا من زاوية أخلاقية؟ يقول نفس الكاتب في فصل كامل سماه: كيف تعرف أن الإغراء في سياق الدراما؟

“يبدأ الإغراء في مصر من اسم الفيلم، يصاب المشاهد بالهياج إذا رأى اسم الفيلم يحتوي على كلمة من هذه الكلمات (امرأة، الجسد، الشيطان، عارية، …)…. ويزيد الهياج إذا كان الأفيش مزينا بجملة (للكبار فقط).

كانت الجرأة المبالغ فيها هي سمة الفترة (السبعينات) وكان العري أقل ما قدمته السينما حيث كانت كانت المشاهد الجنسية الصريحة أكبر دليلا على أن مصر تعيش قس عصر (الانفتاح)”.

ما مدى تأثير الدراما على ثقافتنا؟ يضرب الكاتب لذلك أمثلة كثيرة في فصل سماه: كيف تعرف أن كاتب الفيلم سيناريست مصري؟

“- عندما تكون نظرته للشخصيات الثانوية في المجتمع ثابتة لا تتغير، فالمومس مدخنة بالطبع …. والمأذون لا يتحدث إلا بالعربية الفصحى (وأين العروس؟) فصحى كومييدية تجعله دائما (نصف عبيط).

– عندما يفقد البطل صوابه ويصاب بالسعار الجنسي عندما يرى الشغالة (وهي بتمسح الأرض أو بتمسح قدام الشقة)، أو عندما يراها نائمة على بطنها وقد انزلق الغطاء من عليها وارتفع فستانها إلى منتصف جسدها….”

وأضيف للأمثلة: هل رأيتم في الدراما شابا متدينا ناجحا خلوقا كمثل يحتذى به؟ التدين في الدراما خاص بكبار السن فقط عند بلوغ السبعين فتجده يصلي أو يذهب إلى المسجد بينما الشاب إذا كان متدينا فلابد أن يكون تابعا لجماعة دينية متشددة أو إرهابية، أو في حالات نادرة لجنود يصلون قبل الاستشهاد في الحرب.

الجامعة ليست مكانا للعلم فقط، بل هي ملتقى الشباب والبنات وقصص التعارف والغرام.

الراقصة مهما كان فعلها مشينا، فهي باستمرار “جدعة وأرجل من الرجالة” خاصة “الصبي بتاعها” الذي ليس لديه أي ملامح رجولة.

هذه أنماط فكرية تربت في الأذهان بسبب الدراما، والنتيجة كما يذكرها الكاتب وكما هو مشاهد في واقعنا تأثير سلبي بالغ على المستوى الاجتماعي والأخلاقي والديني والثقافي.

لا تنتظروا “سينما نظيفة” أو فنا هادفا، وإن حدث فهو قطرة في بحر. خذوا موقفا واضحا من ذلك. سيحدث كل فترة وأخرى مشاهد وألفاظ خارجة بدعوى “أنه انعكاس للواقع” وكأن الشر أصبح هو الواقع لوحده ولا يوجد خير في الواقع.

سيأتي مهرجان القاهرة والجونة السينمائي القادم وستجد عناوين أخبار فيها: أجرأ إطلالات للفنانات، شاهد قبل الحذف ما ظهر من جسم فلانة، فلان يقبل زوجته على السجادة الحمراء، الخ. لا تتعجب، ولكن انكرها داخلك وخارجك.

سيأتي يوم – بكل أسف – تصبح المشاهد “الساخنة جدا” أو لنقل الجنسية منقولة على الشاشات بدعوى أنها تنقل الواقع، وفي إحدى دول الخليج بدأ السماح بعرض أفلام بمناظر فاضحة في السينمات العامة مع وضع تحذير أنه +21، وسيتبعها غيرها من الدول، لكن قبل ذلك يحدث مراحل لجس نبض المجتمع والقانون في هذه الدول.

خذ موقفا وكن صريحا مع نفسك، وفي المثل العامي: الحداية مابتحدفش كتاكيت.