الفراغ العاطفي ذلك الوحش الذي من الممكن أن يلتهمك إن لم تروضه، تلك الطاقة التي قد تجرك إلى ما لا يحمد عقباه. الذي قد يجذبك إلى علاقة تلو علاقة تلو علاقة دون أي فائدة ولا أي مشاعر حقيقية. فكل هذه العلاقات ما هي إلا حشو لفراغ ما كان من الأولى ان يملأ بالعمل بدلا من إرهاق القلب والروح دون طائل أو جدوى.
لن اقول لا تعطي قلبك لمن يستحقه لكني سأقول لا ترهق قلبك في علاقات زائفة وزائلة تأخذ من روحك أكثر مما تضيف إليها. أحيانا يكون الفراغ العاطفي سببه الشعور بالوحدة وأحيانا يكون سببه الرغبة في الشعور بان أحد ما يحبك ويرغب بك وحل هذا تقدير الذات فإن قدرت ذاتك وأحببتها حق الحب لن تحتاج إلى إقرار من أحدهم بانك جيد وتستحق الحب.
و أحيانًا يأتي الفراغ العاطفي ويتمثل بما يشبه الحب وهنا أقول؛ الحب هو ما يرفعك لا يدنو بك يشدد عضدك لا يكسرك يملاُ روحك لا وقتك، والفراغ العاطفي هو نقيض كل ذلك. الأمر ليس بالسهل فالمشاعر تريد متنفسًا والوقت غير المملوء غالبا ما يملأه ما يضر ولا ينفع. مفتاح ترويض هذا الوحش يكمن في الصبر، فالشخص المناسب سيأتي في الوقت المناسب ولن يكون حشو حينئذ بل سيكون سكنًا ومودة ورحمة.
==
ماذا تفعل لتتفادى هذا الفراغ العاطفي قدر استطاعتك؟
1- ابعد عن كل ما يشعرك بأنه يجب عليك أن تكون مع أي شخص حتى وإن لم يكن الشخص المناسب.
2- املأ أوقات الفراغ بالعمل حتى ولو كان تطوعيا
3- ابتعد عن كثرة التفكير في الماضي فغالبا ما يقودك هذا إلى الشعور بالفراغ العاطفي.
==
ماذ يفعل بك الفراغ العاطفي ؟ الكثير والكثير من الأشياء التي لا تريد أن تجربها. قد يوقعك في خطأ تلو الآخر ولن تنال بعد كل هذا شيئا، فكل هذا الحشو زائل ولا يبقي إلا الحسرة والندم. لا تبحث عن معنى لحياتك بين يدي شخص آخر غيّر نفسك فصدقني لن يجدي ذلك نفعًا.
