أطفالنا والتلفزيون

أطفالنا والتلفزيون

في مرحلة الطفولة، يؤثر على الطفل عوامل كثيرة من البيئة المحيطة به. ومن هذه المؤثرات التي يكثر الحديث عنها التلفزيون. لا شك أن التلفزيون يؤثر على سلوك الطفل بشكل أو بآخر، لكن هل يؤثر التلفزيون على لغة الطفل؟ كثيرا ما نسمع أن التلفزيون يؤثر على الكلام بالسلب فيقلل عدد الكلمات لديه ويؤخر تعلم كلمات جديدة. وتجد هذا يقال بوضوح بصفة خاصة للأطفال الذين لديهم سمات توحد بحكم أن اللغة متأثرة عندهم بمقدار كبير.

===

أقول من واقع خبرة طويلة أن التلفزيون ليس له أثر سلبي على لغة الطفل، بل بالعكس له تأثير إيجابي على اللغة!!!

كيف ذلك؟ الطفل يتعلم من ما يسمعه كلمات جديدة مثل ما يتعلمه من الأبوين والحضانة والأطفال الآخرين. وكلما سمع كلمات أكثر تعلمها وزادت حصيلة كلماته. لذلك تجد بعض الآباء يقولون ان الطفل يتحدث لغة الكارتون (مثل: هيا بنا، فلنذهب جميعا…) 🙂

إذا فما هي مشكلة التلفزيون مع تواصل الطفل؟ المشكلة تكون عند الأطفال الذين يشاهدونه لفترات طويلة. يؤثر التلفزيون على مهارات التواصل الاجتماعي لديهم فتجدهم يميلون للحرج الزائد (الكسوف) ويتكلمون بصوت منخفض ولا يتواصلون مع الأغراب إلا من خلال الأبوين. لذلك تجد أن شكوى الأبوين أنه يتحدث في البيت بشكل ممتاز انما في المدرسة أو مع الآخرين فإنه لا يتكلم معهم إلا قليلا.

===

وبناءا عليه فمهم أن نذكر بعض التعليمات عن علاقة الطفل بالتفلفزيون:

– المدة المناسبة للطفل أن يشاهد التلفزيون (ويتضمن أيضا التعامل مع كل الالكترونيات مثل الكمبيوتر والأيباد والتليفون المحمول والبلاي ستيشن وووو) بحد أقصى ثلاث ساعات في فترة الأجازة. وفي بقية اليوم يمارس الطفل نشاطات أخرى غير الالكترونيات كالقراءة الرسم والتلوين والرياضة وغيره. أما في فترة الدراسة فتكون المدة بحد أقصى ساعتين وتكون كجائزة لاستجابته لكلام الأبوين وأن انتهى من واجباته الدراسية اليومية.

– المشاهدة تكون لبرامج الأطفال فقط، خاصة البعيدة عن العنف. ويمنع مشاهدة المصارعة والأفلام السينمائية بمختلف أنواعها. أفضل قنوات الأطفال بشكل عام تشفرت بكل أسف وهما قناتي: براعم وجيم (الجزيرة للأطفال)، وهناك قناتين مفيدتين أيضا مشفرتين على باقة الجزيرة وهما BBC Cbeebees و Baby. ومن القنوات المفتوحة حاليا قناة ماجد (حاليا تعرض برامج ناشيونال جيوجرافيك أطفال). وباقي القنوات مستواها متواضع وان كان بعض برامجها مفيدة.

– من الأمور التي ينبغي أن ننتبه لها هو كيف نتحدث نحن الكبار عن البرامج التلفزيونية المختلفة والأطفال يسمعون. لا أعني مضمون الكلام، إنما أعني كم الأهمية التي نعطيها لبرامج التلفزيون من خلال حديثنا المتواصل عن ما شاهدناه. فينطبع لدى الطفل أن التلفزيون جهاز مهم في حياة الكبار وينبغي أن أعطيه اهتماما أكبر.

– مهم التركيز على تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل من خلال اشراكه في أنشطة مختلفة مع أطفال آخرين أهمها الرياضة مع مدرب وممكن كذلك الكورسات والمعسكرات والرحلات والمقارئ وغيره.

– يمنع منعا تاما وضع تلفزيون في غرفة الطفل الخاصة لأسباب واضحة.

– لابد أن يتم إغلاق التلفزيون في موعد ثابت، وينبغي منع سهر الأطفال على التلفزيون أيام الأجازة تماما.

– الأطفال الذين لديهم فرط حركة ينبغي التقليل من برامج الكارتون التي فيها حركة سريعة ومن أشهرها توم وجيري. البرامج التثقيفية للأطفال أهم وأكثر فائدة ومتعة لهؤلاء الأطفال.

– هناك حل سهل للتحكم في البرامج التي يشاهدها الطفل وزيادة جرعة التثقيف من خلال التلفزيون، وهو تنزيل هذه البرامج من على اليوتيوب وتحميلها على فلاش ميموري ويتم توصيلها بالتلفزيون ليشاهد الطفل ما يفيده. هناك من البرامج المفيدة على اليوتيوب المئات.

– لا مانع من جعل المكافأة مشاهدة التلفزيون وممكن زيادة المدة المحددة مع زيادة الأفعال الجيدة من الطفل.

Tags: No tags

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *