كنت على وَشَك الغَرَقْ، لكن العلاج لم يَكُن تِلك القَشَة التى تتَعَلَق بها،
بَل كان بالفِعل سَفِينَة نَجَاة .
ظنَنتُ قَبل ذِهابى ان الأمر لَن يُجْدِى نَفعاً..
فماذا سيفعل الطبيب النفسى ؟
هل بعض التعليمات التى سَيُعطِينِى إياها، او الأدوية -التى بالتأكيد لن أتناولها- هى التى سَتُحَسِن الأمور ؟!
لكن التجربة كانت انفَع وابسَط مما أتوقع.
فبالرغم من بساطَة التعليمات، إلا ان تَلَقِى العلاج من مُتَخَصِص لا يُقَارَن أبَداً بِبَعض النصائح من اشخاص مُقَرَبين لَك .
ورَغم ان الدواء لَم يَكُن إلزامِيَّاً، وتَردَتُ كثيراً قَبل أخْذُه، إلا انَنى نَدِمتُ على عدَم الإسراع فى هذه الخُطوة، فقد أدَّى تَحسُناً كبيراً .
وليست خطوات العلاج بالأمر السهل، فَفِى البداية خُصُوصَاً تشعُر وكأن نفسك تَحيَا بِداخِلك من جديد، شُعور به بعض الألَم الذى يَدْفَعُه الأمَل في الحياة،
بل يجعَلك تُدرِك حِكمة الخالِق -سُبحانه- فى عدم إِشْهَادِنا لِخَلقِ أنفُسِنا.
ولَعَلَ أهم خُطوة فى العلاج، هى اختيار الطبيب او المُعالج الذى يستَحِق الثِقَة،
فمِنهُم المُتْقِنُون، ومِنهُم دُونَ ذَلِك .
كانت من أصعَب الأمور، لكن من أنفَعها فى الوقت نفسه، عدم معرفة الأهل بالعلاج، فإنكارُهُم لِأهمِيتُه وفائِدتُه، سيَزِيد الأمر صُعوبة .
والمَرءُ ليس بِكَثرة من حوْلَه ويُعِينُوه سَيَتَحَسَن، وإنما بِقَدْر رَغْبَتُه وعَزمُه، وعَوْن الله لهُ على ذَلِك .
ومِن اعْجَب الأمور واجْمَلُها، تأثير العلاج على الإيمان.
فحقِيقَةٌ ان بزيادة الإيمان نستطيع مواجهة صِعاب الحياة وتَحَمُلها، إلا ان التَعَب النفسى قَد يَصِل بِك لِعَدَم قُدرتك حتى على ذَلِك .
فبَعد فَترة مِن العلاج، أيْقَنتُ ان كِلاهُما يُكَمِّلُ الآخر.
فالعلاج الطِبى سَيُقَوى من إيمانَك، وإيمانَك يُقَوِّيك على التَعَافِى .
ولتكُن على عِلم ان الطبيب النفسى لا يَملُك عَصا سِحرية ستُغَير حياتَك للأفضَل، وإنما يَبُذُل وِسعُه فيما آتاه الله من عِلمٍ وخِبرَة، لِيُوَجِهَك فى أمور قد تكون تَراها بِمَنظور غير صحيح، أو لا تكون تراها بالفِعل، أو أمور لا تستطيع تَجاوُزها بمِفرَدَك .
فعليّكَ ان تَبْلُغ مَعهُ السَعىَّ فى ذلك، بتَنفِيذ ما يُرشدك إليه، ان أردتَ الوصول لأفضل نتيجة .
ولا تَنتَظِر حتى تكون على وشَك الغرق،
فإن لِنَفْسِكَ حَقٌ فى الحَيَاة والكَرامَة،
ولِعَقلِكَ الأولويَة فى السَلامَة .
☆☆☆☆
ورُبما لَن تُوفِى الكَلمات بالشُكر،
للطبيب الخَلُوق د. مُحَمَّد الشَّامِي
الذى سِر نَجاحه فى بَساطَتُه وإجتِهَادُه،
وسِر تَأثِيره فى صِدقُه وإحسَانُه .
فهو قُدوَة فى شَخصُه، قَبلَ مِهَنِيَّتُه .
أدَامَ اللهُ عَلَيْكَ النِعْمَة **
لِتُعْلِي فِى النُفُوس الهِمَّة
وجَعَلَ فِي فِكْرِكَ آيَة **
وفِي نُصْحِكَ هِدَايَة
وأبْشِر بالخَيْرِ الَّذِى تَغْرِسُ **
فَمَا يَنفَعُ النَّاس، فِي الأرْضِ يَمْكُثُ .
Add a Comment