الحب من أقوى المشاعر الإنسانية التي لو وُجدت فإنها تغير من تفكير الإنسان وسلوكه. ومن علامات الحب أن يرى المحب حبيبه في كل شيء وكأنه يعيش معه في أغلب يومه. وبسبب ذلك فإن الفراق يكون مؤلما، لأن التمتع بهذه المشاعر الإيجابية سيتوقف، والأنس بالحبيب سينتهي.
وقد تصل شدة الحب إلى أن يتعلق المحب بأشياء حبيبه. فمجنون ليلى (قيس) كان يُقبل الحائط الذي تسكن فيه ليلى:
أمر على الديار ديار ليلى ….. أُقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي … ولكن حب من سكن الديارا
وعنترة كان يتمنى أن يُقبل السيوف في أثناء المعركة لأنها كانت تلمع كلمعان ابتسامة محبوبته، على الرغم من شدة القتال:
فوددت تقبيل السيوف لأنها … لمعت كبارق ثغرك المتبسم
وهناك من يرى حبيبه في كل لحظة، ومن أرقى ما قيل في قصائد الحب النبوية:
والله ما طلعت شمسٌ ولا غربت … إلا و حبّـك مقرون بأنفاسي
ولا خلوتُ إلى قوم أحدّثهــم … إلا و أنت حديثي بين جلاسي
ولا هممت بشرب الماء من عطش … إلا رَأَيْتُ خيالاً منك في الكـاس
لكن هناك حب مختلف، وهو حب الله للإنسان والذي يجعل الله مع الإنسان في كل لحظة وهو من أعلى وأجمل ألوان المساندة والعون. في الحديث القدسي: “وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها”.
وفوق هذا كله “إذا أحبَّ الله العبد نادى جبريل إن الله يحب فلاناً فأحببه فيحبه جبريل فينادي جبريل في أهل السماء إن الله يحب فلانا فأحبوه فيحبه أهل السماء ثم يوضع له القبول في الأرض”.
فهل رأيتم مثل هذا الحب؟
Add a Comment