من الاعتقادات الغريبة والتي تنتشر في أوساط كثيرة أن الجن يمارسون علاقة جنسية مع الإنسان، ويتغذى الدجالون على نشر هذا الوهم والذي يتحول لاحقا لفكرة راسخة عند الشخص قد تصل إلى درجة الضلالة الفكرية (الفكرة المريضة الثابتة الخاطئة) والتي تحتاج لعلاج نفسي.
أولا: لا يوجد دليل صحيح في الدين أن هناك تزاوج بين الجن والإنس، وإن قال بذلك بعض العلماء الفضلاء إلا أنهم لم يأتوا بدليل صحيح من الدين، وإنما الظاهر أنهم اعتمدوا على المعتقدات الشعبية الشائعة وقتها. وليس هناك سبيل للوصول لمعلومات عن الجن إلا عن طريق الوحي.
ثانيا: هناك أحوال كثيرة يشعر فيها الإنسان بزيادة في الشهوة الجنسية خاصة في فترة المراهقة والعزوبية. فليس من الغريب أن تتحرك الشهوة ليلا أو نهارا بدافع الغريزة الفطرية، بعيد تماما عن أي تدخلات خارجية “جنية”.
ثالثا: أنتجت هذه الاعتقادات الخاطئة أخطاء فكرية وسلوكية عند الشخص، وقد شاهدت بنفسي حالات كثيرة حصل لها ضرر شديد من طرق إخراج الجن، والتي تضمنت الضرب والتعذيب بطرق المختلفة، ووصل الأمر للاعتداء الجنسي كما حدث مع خبر الذي اشتهر بدجال فيصل الذي كان يعتدي جنسيا على النساء. استلزم علاج هذه الحالات وقتا وزمنا من آثار الصدمة من فعل الدجالين، فضلا عن المشكلة الأصلية التي عانى منها الشخص قبل الذهاب للدجالين.
رابعا: أكثر من 80% ممن يأتون إلى العيادة النفسية قد ذهبوا قبل ذلك “للمعالج الديني”، وهذا رقم يعكس مشكلة في ثقافة العامة والتي تحمّل كل مشاكلها على الجن والمس والحسد، بدلا من تصور أن أغلب المشاكل يرجع لأبعاد نفسية.
Add a Comment