يظل موضوع الأدوية النفسية هي أكثر النقاط التي تمثل قلقا من العلاج النفسي بشكل عام، فعلى الرغم من أنها أفادت الملايين من البشر إلا أن أغلب الناس يخافون منها لأكثر من سبب، من أهمها الآثار الجانبية للعلاج وطول مدة العلاج وغيره. لكن من الأسباب التي نسمعها كثيرا أن الأمراض النفسية كلها نتاج الثقافة الغربية وأن كل هذه الأمراض ما هي إلا بسبب ضعف الإيمان والحل لها كلها هو زيادة الإيمان، وبالتالي فالأدوية النفسية ليس منها فائدة بل هي وُجدت لزيادة أرباح شركات الأدوية وزيادة معاناة الناس. ولا شك أن هذا الكلام خطأ كبير وناتج عن جهل ديني وطبي أيضا (مع قناعتنا الكاملة بأن الإيمان يؤثر كثيرا إيجابا في النفوس، وكذلك أن شركات الأدوية تهدف للربح مثل أي عمل تجاري).
الإمام ابن القيم أحد علماء الدين المعروفين وله كلام كثير جدا عن التأثير العالي للإيمان في النفوس، ومع ذلك يذكر فضل الله على الناس أن علمهم استخراج الأدوية لأمراض كثيرة ومنها للأمراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والأرق!
يقول رحمه الله: “ثم تامل أحوال هذه العقاقير والأدوية التي يخرجها الله من الأرض، وما خص به كل واحد منها وجعل عليه من العمل والنفع … هذا يسكن الهيجان والقلق ، وهذا يجلب النوم ويعيده إذا أعوزه الإنسان، وهذا يخفف البدن إذا وجد الثقل، وهذا يفرح القلب إذا تراكمت عليه الغموم…..
بأي عقل وتجربة كان يوقَف على ذلك ويُعرف ما خُلق له لولا إنعام الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى؟!”
مفتاح دار السعادة 1/ 663 – 664.
فالحمد لله على نعمة الأدوية.
Add a Comment