س: يا دكتور: أنا عرفت خبر وحش ان ……… وخايفة أقول للولد الصغير علشان مازعلش أو يتضايق. أعمل ايه أبلغه ولا استنى شوية؟
ج: هناك أكثر من نقطة:
1- أولا فكرة الخوف على أن الابن (أو البنت) لا يحزن ولا يتضايق، هي منطقية وطبيعية في وجودها، فالنفوس لا تحب أن يمس حبيبها أي سوء أو مكروه سواء جسديا أو نفسيا، والأبناء لهم أكثر نصيب من هذا الحب وبالتالي الخوف عليهم أكثر. لكن فكرة أن الأبوين يمنعان عنه بشكل كامل (أو كبير) ما يحزنه على الرغم أنه واقع في حياته => ينشئ طفلا يعاني مع كل ما يضايقه حتى لو كان بسيطا، فيكون من صفاته:
ا) الهشاشة النفسية، فيكون مهزوزا في ضغوط بسيطة لأنه لم يتعود على مواجهتها في صغره.
ب) استثقال مواجهة الضغوط أو المسؤوليات في سن المراهقة والشباب، فهي بالنسبة له كبيرة جدا.
ج) ميله إلى الهروب من المواجهة مع الضغوط أو المسؤولية والحياة بشكل العام، فيكون انطوائيا.
د) تنتج ال3 عناصر السابقة عصبية زائدة من الابن تجاه الأبوين (خاصة الأم).
2- الخوف على الأبناء بدرجة بالغة هي صورة مما نسميه بالحماية الزائدة، وعادة ما يكون ناتجا عن قلق زائد عند أحد الأبوين، وتجعل الطفل يعيش كأنه في “قوقعة” مغلق عليه من جميع النواحي فهو غير مدرك أو متابع لما يحدث حوله من مشاكل / شرور، وإذا تعرض لذلك لا يُحسن التصرف، فتحدث أضرار إضافية عنده.
3- عادة ما تكون هذه المشكلة (عدم إخبار الابن بالأخبار السيئة) هي صورة أخرى لمشكلة: “أنا مش عاوزة أشوفه بيعيط” والتي تجعل الأبوين ينفذوا كل ما يريده الابن، ويضغط هو من خلال بكائه على الأهل، وهذا تصرف غير صحيح.
4- الخوف من هذه المشكلة يعكس كم التأثر السلبي عند الأبوين بالحدث الذي هزهم، وهم مسؤولون أن يتعلموا أن يتعاملوا مع الضغوط والتكيف عليها ومواجهتها. وإذا كان لديهم صعوبة في ذلك فمن الممكن أن يطلبوا مساعدة متخصص.
5- الأطفال عادة لديهم مرونة نفسية أكثر من الكبار، فوقع الصدمات عليهم أقل من الكبار بسبب أنهم لا يكونوا عادة مدركين لتبعات الصدمة (وفاة شخص، طلاق الأوبين، مرض شديد…..). وأنا رأيت مئات الأمثلة لذلك عندما كنت أعمل في مستشفى 57357. بالتالي فلو تكلمنا بشكل عملي فالخوف على الكبار ينبغي أن يكون أكثر من الأطفال في تلقي الأخبار الصعبة. لكن في كل الأحوال على الكل التكيف والتأقلم على ذلك.
الحل:
1- تعليم الطفل أن الحياة فيها خير وشر، ومرح وحزن، وفرح وكآبة، وهو عليه أن يتعلم كيف يتعامل مع هذه الأحداث المختلفة.
2- من حق الطفل التعبير عن الحزن / الغضب أو أي رد فعل، وعلى الأهل استيعاب مشاعره وأحاسيسه وعدم إنكارها أو إهمالها.
3- يتم إبلاغ الطفل بالأخبار الصعبة من خلال معلومة سهلة مناسبة لسنه، صادقة وليست خادعة، في ساعة الصدمة أو في أقرب وقت. ولا يستحب أبدا التأخير إلا في حالة إذا الكبار نفسهم لم يتعاملوا مع الصدمة بشكل صحيح، أو أن هناك ظرفا طارئا مؤقتا مانعا للإبلاغ (رايحين المستشفى دلوقت، بنجهز الجنازة…..).
4- على الأهل استيعاب مبدأ أنهم على الرغم من محاولتهم من تسهييل الحياة على الابن، فالشدة في الحياة هي التي تقوي الشخصية وتعلم المواجهة للمسؤوليات والضغوط.
5- إذا كان الطفل لا يستطيع التأقلم أو التكيف على الصدمة، والأهل لم يستطيعوا التعامل معها، فينبغي طلب مساعدة متخصص في أقرب وقت.
Add a Comment