سيكولوجيه حبس الانفاس

سيكولوجية حبس الأنفاس

في اليومين الماضيين حدث موقفين تفاعل معه الكثيرون بتوتر بالغ، حبس كثير من الناس أنفاسهم، انتهى أحد الموقفين بحزن والآخر بفرح.

الأول كان وفاة الطفل ريان بعد 5 أيام أثناء محاولة إخراجه من البئر، وانتظر الناس راجين خروجه حيا سليما، لكن لم تسير الأمور كما تمنى الجميع.

الثاني فوز المنتخب المصري لكرة القدم بركات الترجيح بعد وقت لعب طويل وأمل في الفوز، لتسكت الأصوات وتُكتم الأنفاس حتى الركلة الأخيرة، لينفجر المتفرجون بعدها فرحا.

عندما تنتظر خبرا يحتمل احتمالين أحدهما خير وشر، يزيد القلق لديك وتتسارع نبضات قلبك وتنفسك حتى تكاد أنك لا تستطيع أن تفكر في أي شيء غير الخبر الذي تنتظره، إلى أن يأتي الخبر سواء خيرا أو شرا فينتهي التوتر ويبدأ التفاعل بسعادة أو بحزن.

هذا نموذج مختصر لمن يعاني القلق، إنه يعيش باستمرار يعيش على ترقب لخبر سيء، وهو خبر يتصوره ويتخيله عنده فقط ليس هناك دليل على حدوثه، لكنه لا يستطيع وقف هذا التفكير، بل يصل الأمر لتصور أن وقف هذا التفكير ليس منطقيا “هو أنا مش أم ومن حقي أقلق على ولادي؟”. فهي تحبس أنفاسها كل لحظة في انتظار الخبر السيء الذي تتصوره.

والمثل العامي يقول “وقوع البلا ولا انتظاره”، حيث أن الحزن إذا أتى هو أرحم من كم التوتر الذي يحدث وقت الانتظار للخبر.

من الطبيعي أن يقلق الإنسان في انتظار شيء قريب هناك دليل على حدوثه، لكن ليس من طبيعي انتظار شيء متوهم، ولذلك فإن من أعم العلاجات الذهنية للقلق التي نعلمها مرضى القلق قاعدة: “أنا هنا والآن”. يعني أن يفكر في اللحظة الحالية فقط ولا يفكر في المستقبل أو يحمل همه.

السؤال المتكرر: “يعني ازاي مافكرش في المستقبل؟”

الإجابة: نفكر في المستقبل كتخطيط له، لكن لا نحمل همه. فالطالب يفكر أنه يحتاج لأن يحصل على نتيجة ممتازة في الاختبارات => فيذاكر اليوم ليكون جاهزا للامتحان، ولا يظل يحمل هم الامتحانات من الآن لأنه لن يستطيع الدراسة مع هذا الهم.

رحم الله الطفل وألهم أبويه الصبر والعوض، ورزق متابعي الحدث الصبر وتخطي أزمة الفقد.

ومبروك لمتابعي الكرة، على أمل أن نفرح ليس في مناسبات رياضية فقط بل في مناسبات أكثررياضية وعلمية ودينية واجتماعية.

Tags: No tags

Add a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *