همزات الشياطين

في واقعة هي الأولى من نوعها، صدّرت مجلة الأكاديمية الأمريكية لطب النفس الأطفال والمراهقين غلاف المجلة الشهرية بجزء من آية قرآنية، فكتبت على الغلاف: همزات الشياطين.
داخل العدد توجد مقالة تتحدث عن طفل سوداني مسلم يعيش في أمريكا بدأت تظهر عليه أعراض فصامية في صورة أنه يتحدث إلى أشخاص آخرين غير موجودين في الحقيقة. في حين أن هذه الأعراض واضحة للأطباء أنها مرض نفسي، اعتبرتها الأسرة أنها وساوس شيطانية او نوع من المس والسحر.
=====
في تصنيف الامراض النفسية العالمي ICD أو الأمريكي DSM ، وُضع في الاعتبار جزء ما يسمى بالظواهر المتعلقة بثقافة المجتمع. مثلا في المجتمعات المسلمة نؤمن بالسحر، لكن الطب لا يؤمن به. فاذا جاء شخص في مجتمع مسلم إلى طبيب نفسي فاشتكى انه محسود، فالطبيب (مهما كانت معتقداته) عليه احترام هذه الثقافة المجتمعية ولا يبني عليها تشخيصا حتى لو كان هذا غريبا من ناحية طبية.
=====
هذا يعيد الينا ما كتبته مرارا عن اختلاط الامر عند الناس بين الأعراض النفسية وأعراض الحسد والسحر، ولماذا يكون قناعة الناس (المسلمين خاصة) بوجود الحسد والسحر أكثر بكثير من قناعتهم بوجود مشكلة نفسية.
====
عن تجرية شخصية أستطيع وصف ما يحدث في أعراض الحسد، وقد أصبت بذلك في هذا الأسبوع بل ولا يكاد يمر شهر الا وأصاب بذلك.
1- أول شيء يظهر علي هو التشتت عن قراءة الورد اليومي، فأجد ذهني مشغولا كثيرا ولا أنتهي من المطلوب قراءته في اليوم.
2- تظهر أعراض تعب عام وارهاق على الرغم اني امارس المجهود اليومي المعتاد، وهذا التعب لا يفسره سبب طبي كما أنه لا يفسره كم الجهد الذي أبذله.
3- التأثير على الرزق، فتجد أن المترددين على العيادة يقلون بشكل بالغ ملحوظ.
(ولك أن تتصور عندما يجتمع الثلاث عناصر هذه في نفس الوقت)
4- عندما أنتبه لذلك،أضغط على نفسي لقراءة الأذكار والأوراد الخاصة بالحسد، فيزول ذلك بإذن الله خلال يوم او يومين.
ذكرت هذا لأني أجد أناسا كثيرين يقتنعون انهم محسودون او مسحورون ويظلون في علاج ذلك شهورا وسنينا يبحثون عن علاج لذلك، ولابد أن تكون المشكلة نفسية وقتها. لان الحسد والسحر مهما كانوا فلن يكونوا أقوى من آيات القرآن والأذكار.

#النفس
#المرض_النفسي
#الحسد
#السحر