قدرة الحفظ تتفاوت بين شخص وآخر تبعا لتفاوت القدرات العقلية عند البشر كاختلاف أوصافهم. وأكثر شكوى وسؤال يسمعه الطبيب النفسي:كيف أتخلص من داء النسيان؟
=============
ما هي مراحل الحفظ؟
لكي يحفظ الإنسان شيئا فان هذا يمر في مراحل:
1- تركيز الانتباه في ما يحفظه. وذلك من خلال جعل كل وظائفه العقلية تركز في عملية الحفظ. فالعين والأذن واللسان والمخ من وراء ذلك كله مهمومون بحفظ هذا الشيء.
2- في أول إدخال المعلومة للمخ ينبغي تخزين المعلومة من خلال مراجعتها على الفور في خلال الدقائق التالية لذلك. عادة ما يكون من خلال قراءة الشيء مرة ثانية بشكل سريع.
3- تدخل المعلومة إلى ما يسمى بالذاكرة قصيرة المدى (يعني بالبلدي كأنك بتنقش الكلام على القشرة الخارجية للمخ). فهي لا تثبت في الدماغ إلا إذا ذهبت إلى الذاكرة بعيدة المدى (أعمق من القشرة الخارجية) ويكون لك من خلال تكرار المعلومة.
4- في حالة عدم تذكير الشخص لنفسه بالمعلومة أو استرجاعها لفترة طويلة تحل بعض المعلومات الجديدة محل بعض المعلومات القديمة التي لم تثبت بشكل كاف في مراكز الذاكرة المتعددة. فالنسيان له أكثر من التفسير أحدها ما ذكرناه من إحلال المعلومات الجديدة مكان القديمة. والتفسير الآخر هو ما ذكرناه في رقم 3 أن المعلومة المخزنة قد تتآكل مع الزمن بسببب قلة استرجاعها وبقاءها بشكل سطحي في الدماغ .
==========
ما هي قدرة الإنسان على الحفظ؟
قدرة تفوق الخيال البشري في التصور، لكن قليلا ما يتم استغلال هذه القدرة. وتقول الأبحاث أن الشخص إذا بذل قصارى جهده في الحفظ مدى حياته فإنه سيستغل حوالي 20% فقط من قدرة الذاكرة التي وهبه الله إياها.
وكانوا قديما يحفظون المعلقات كاملة من أول مرة. وكانوا يحفظون مئات الآلاف من الأحاديث بأسانيدها وغير ذلك ومن الكتب والمتون وكلام العلماء. وقبل انتشار أجهزة الكمبيوتر والتليفونات المحمولة كان الناس يحفظون كثيرا أرقام الهواتف لاعتمادهم على استرجاعها في أوقات كثيرة وطول المدة اللازمة للرجوع لهذه الأرقام من الدليل.
======
ما الذي يؤدي إلى النسيان المتكرر؟
1- المشكلة الرئيسية تكمن في التأثر بالمرحلة الأولى من الحفظ وهو تركيز كل الانتباه نحو الشيء المحفوظ. فالتشتت هو أكثر سبب يؤثر على دخول المعلومة من البداية ولذلك فهي لا تتخزن لانها تأثرت بدخول أشياء أخرى في أثناء محاولة الحفظ. أشهر مثال لذلك ما تشتكيه كثير من النساء أنهم نسوا الأكل على النار، وذلك يكون بسبب انشغالهان بأشياء أخرى في نفس الوقت في البيت فيتأثر تخزين المعلومة عندهن.
2- فقد الحماس للمعلومة من خلال عدم فهم السبب من المعلومة وعدم الاستمتاع بها. أشهر مثل على ذلك إذا قارنا بين معلومات الدراسة وبين ما يحفظه الرجال عن مباريات الكرة أو النساء عن تفاصيل الأكل. ففي الوقت الذي تجد الطالب يشتكي من صعوبة المذاكرة هو في نفس الوقت يحفظ مباريات كرة القدم عن ظهر قلب لسنوات. وكذلك تجد الطالبة تحفظ قوائم الأكل في المطاعم أو مقادير الأكل في الطبخ أو أنواع الملابس وماركاتها وأسعارها.
3- عدم مراجعة المعلومات أولا بأول حتى تثبت في العمق الدماغي فلا تُنسى في وقت قصير. وأشهر مثال لذلك حفظ القرآن الكريم.
4- عدم ربط المعلومة بالواقع العملي، فمثلا من أهم العلوم التي نتعلمها في المدرسة علم الفيزياء الذي يشتكي منهاالغالبية العظمى من الطلاب. وهذا العلم علم جليل يمنحك معرفة طبيعة كل شيء يحدث من حولك. مشكلته هو عدم ربطه بلواقع في حياة الإنسان. وكذلك العلوم التي لم يعد الإنسان يستخدمها في حياته العملية مثل الأدب في اللغة العربية ومدارس الشعر وبحوره. ومن ذلك أيضا كل علم حساب المثلثات الذي ليس له في الواقع العملي أي مكان إنما هو للمتخصصين.
5- الاعتماد كثيرا على الذاكرة قصيرة المدى (الضغط على النفس أيام الامتحانات) وهو ما يبدو منطقيا لكن ليس هذا حلا في المطلق. لكنه ينفع في الأشياء شديدة الصعوبة مثل الأسماء الصعبة لبعض الأشياء مثل ما في مادة الأحياء أو تفاصيل المركبات في مادة الكيمياء.
6- جميع المشاكل النفسية تبدأ بضعف التركيز والنسيان، وأكثرها شهرة في تأثيرها مشكلة القلق. فمثلا القلق يحدث أثناء أيام الامتحانات أن بعض الطلاب يقلق بشكل مبالغ فيه فيؤدي ذلك إلى ضعف التحصيل الدراسي فيقلق أكثر فيقل التحصيل أكثر ويدخل في حلقة مفرغة. وهذا العامل على الرغم من قوة تأثيره على الشخص في الحفظ إلا أنه من أقل الأسباب التي تلقى اهتماما في علاجها لارتباطها بالحواجز الاجتماعية والثقافية في علاج المشاكل النفسية وأشهرها وصمة العلاج النفسي.
===========
كيف أعالج النسيان؟
بالعمل على علاج كل الأسباب التي عند الشخص من تلك التي تم ذكرها.
Add a Comment