تصور أن يصل الابتزاز من مجرم لفتاة بصور مفبركة، طلبا لعمل علاقة جنسية لأن ينتهي الأمربها بأن تنتحر. حاول أن تستشعر كم إحساس القهر والظلم والحزن لدى تلك الفتاة.
أصبحت حيلة سخيفة مستخدمة مع كثيرين للابتزاز، يتم فبركة صور للضغط على المجني عليهم من أجل إشباع شهوات دنيئة، فإذا ملأ الخوف المجني عليها ورضخت للابتزاز يتم تصويرها وتهديدها بالفضح بصور حقيقية هذه المرة، وإذا استمر الخوف معها انجرفت إلى سكة الانحراف بشكل كامل.
إن الإحساس بالظلم لهو أحد أشد الأحاسيس مرارة، خاصة إذا كان هذا الظلم يتعلق بالسمعة والشرف، ومعلوم ما حدث مع أم المؤمنين عائشة في حادثة الإفك عندما ظلت تبكي شهرا كاملا وقالت “حتى ظننت أن البكاء فالق كبدي”.
يمكن التعامل مع مشاكل الابتزاز من خلال:
1- إذا كانت الشابة (أو الشاب) قد تم فبركة فيديوا أو صور أو مقاطع صوت أو شات لها، فعليها أن تصارح أهلها فورا بذلك، وعلى الأهل أن يقفوا داعمين لها قدر المستطاع. وعلى الجميع جمع الأدلة المطلوبة لإثابة واقعة الفبركة لتقديمها للجهات المسؤولة.
2- إذا كانت الشابة (أو الشاب) قد وقعت حقيقة في فيديو/صور/صوت/شات غير لائق وبدأ الآخرون ابتزازها به، فعليها أيضا أن تخبر أهلها مباشرة، وألا تتأخر في الاعتراف بالخطأ التي وقعت فيه وأنها تريد أن تتوقف ولا يتطور الخطأ لمشكلة أكبر من ذلك. وعلى الأهل محاولة الدعم لابنتهم وأختهم، وتحنب اللوم الكثير على الماضي، بل بدلا منه الحث على التوبة والاستغفار والبعد عن أصدقاء وأبواب السوء.
3- على الناس ألا يتكلموا بالإشاعة ونقل الكلام بينهم بمجرد السماع، خاصة بما يتعلق بالأعراض “إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم، ولولا إذ سمعمتوه قلتم ما يكون لنا أن نتكلم بهذا سبحانك هذا بهتان عظيم، يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبدا إن كنتم مؤمنين”.
4- حتى لو لم تكن إشاعة وكان خبرا حقيقا بفعلٍ خطأ، فالواجب على الناس الستر على المخطئ طالما أنه لم يضر إلا نفسه، “ومن ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة”. ولا يتم انتهاك هذا الستر إلا في حالات قليلة جدا مثل التحذير من شخص ينشر الفساد بين الناس.
5- على الجميع تعظيم قيمة الكلمة سواء بالخير أو بالشر، “إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ”. وألا يتكلموا في كل ما يقال ويشاع “إن الله كره لكم قيل وقال”.
6- على الأهالي متابعة الحالة النفسية عند أبنائهم وعدم الاستهانة بها، حذرا من أن يندموا في وقت لا ينفع فيه الندم. وفي وجود أي ملاحطة عن تدهور الحالة النفسية عند البنت (أو الابن) فلابد أن يذهبوا بها إلى الطبيب في أقرب وقت.
7- عند وجود أدلة على وجود عملية ابتزاز الكتروني فيمكن الذهاب مباشرة بتلك الأدلة إلى شرطة مباحث الانترنت وتقديم شكوى رسمية بذلك.
ملاحظة: كل ما كتبته لا يعطي تبريرا للانتحار، بل هو من أخطر الأمور وله نتائج سيئة جدا في الدنيا والآخرة.
Add a Comment